بسبب تضاريسها الكثيرة والمتنوّعة، بدءاً من الصحراء إلى الجبال والمناطق الساحلية، يُمكن ملاحظة أكثر من 540 نوعاً من الطيور في المملكة العربية السعودية. بدأ هذا العدد بالارتفاع تدريجياً في السنوات القليلة الماضية نتيجة لبرامج التخضير المُراعية للبيئة. وفي فصلي الربيع والخريف، يتجه ما يقارب من 320 نوعاً من الطيور المهاجرة من مناطق سيبيريا وآسيا الوسطى إلى المناخ الجنوبي الأكثر دفئاً، فتتجمّع آلاف الطيور القادمة من القطب الشمالي في أراضي المملكة الرطبة.
بشكل طبيعي، تستقطب المساحات الخضراء والواحات أطيافاً متنوّعة من الطيور، وهذا الحال لا يختلف في الأراضي الرطبة والسهول الطينية في المملكة العربية السعودية. وفي كثير من الأحيان لا تحتاج إلى السير مسافات طويلة للبحث عن أنواع رائعة من الطيور، إذ كل ما عليك فعله هو أن تفتح عينيك وتُمتّع ناظريك برؤيتها على أسلاك التلغراف أو في المتنزهات والحدائق، إذ أدى نظام الري المُحسّن إلى خلق بيئات جديدة جذّابة للطيور بسبب غناها بالفواكه والزهور والحشرات.
كما استثمرت المملكة في إنشاء محميّات لحماية الطيور ورعايتها إلى جانب الحياة البريّة الأخرى، ويتميّز ساحل المملكة، على الخليج العربي شرقاً والبحر الأحمر غرباً، بالجزر البعيدة عن الشواطئ وغابات أشجار المانغروف والسهول الطينية والبحيرات، والتي تجذب أنواع الطيور الباحثة عن الغذاء والأعشاش.
تتميّز جغرافية المملكة باتساعها وبمسافاتها الشاسعة التي توفّر للسائح أنواعاً مُتعدّدة من المناظر الطبيعية المختلفة، والتي تُقدّم كل منها تجربة مراقبة للطيور المتنوّعة والمختلفة عن الأخرى.
وتُدرج جمعية الطيور العالمية (Birdlife International)، الساعية للحفاظ على الطيور وبيئاتها حول العالم بالشراكة مع منظمات حماية البيئة البريّة، نحو 39 منطقة هامة للطيور على طول وعرض المملكة العربية السعودية بقائمتها، وتُغطّي العديد من تلك المواقع أنواع الطيور المختلفة. ولذلك، أينما كنت، لن تُضطّر إلى السفر بعيداً للعثور على مواقع فريدة لمراقبة الطيور.
وفي حديقة الحائر ذات البحيرات الجميلة، التي لا تبعد كثيراً عن الرياض، يُمكنك الاستمتاع بمشاهدة الطيور الخوّاضة مثل طائر الكرسوع النيوزلندي ومالك الحزين والبلشون والبط الحديدي المقيم.
ويُمكن رصد طائر الغاق السُقطري على طول ساحل الخليج العربي وفي جزر المرجان الخليجية وخليج سلوى. أما طيور الحجل والحبارى العربي والبوم الصحراوي السمراء، فيُمكن مشاهدتها في المناطق الصحراوية.
وبغض النظر عن النسور المصرية مثل أبو ذقن ونسور العقاب النوبي، فإن عقاب السهوب يتكاثر فوق جرف طويق.
تجذب الجزر الواقعة قبالة ساحل مدينة أملج على البحر الأحمر، وخاصة جزر لبانة والطويلة وأم سحر؛ الطيور المهاجرة بما فيها طيور الكركية والرفرافيات وطيور القطقاط أبيض الذيل. وإلى الشمال مباشرة من الشاطئ الرئيسي في أملج، توجد بقعة أكثر هدوءاً على شريط ضيّق من الطريق تقوم بفصل الشاطئ عن البحيرة الداخلية، وهي المكان المفضل لمربي الطيور الذين يسعون إلى تجنّب الزحام.
إذا سافرت برحلة إلى واحة الأحساء، فابحث عن طيور الهدهد الأوراسي والوروار والعندليب والبلبل، التي تحتمي في شبكة الكهوف الباردة في جبل القارة.
ولا تفوِّت فرصة المغامرة إلى بحيرة الأصفر التي تقع بعيداً وسط الكثبان الصحراوية خارج المدينة، إذ تعتبر هذه البقعة، والمناطق التي تتراكم فيها مياه الصرف من المزارع المحيطة، مكاناً جاذباً لطيور فصل الشتاء مثل نسر العقاب الأرقط الكبير وطائر هازجة أم شارب.
تجذب محمية سبخة الفصل، بالقرب من مدينة الجبيل على ساحل الخليج العربي، أسراباً هائلة من طيور النحام (الفلامنغو) خلال شهور الشتاء. كما تعتبر جبال عسير في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، القريبة من دولة اليمن، موقعاً هاماً للفصائل المستوطنة من هذه الطيور.
انتقل إلى قسم "عالم الطبيعة" لمعرفة المزيد عن الطيور التي قد تراها في المملكة العربية السعودية وأين تجدها.
تتمتّع المملكة العربية السعودية بتنوّع بيولوجي ثري، ويبدو هذا واضحاً من خلال المناظر الطبيعية المتنوّعة في الصحراء والجبال والبحيرات الساحلية وغابات المانغروف والجزر والشعاب المرجانية، فضلاً عن كون موقعها يتوسّط طرق هجرة متعدّدة لفصائل من الطيور.
بالإضافة إلى مراقبة الطيور، قد يرى مُحبّو الحياة البريّة قرود رُبّاح والغزلان وأرانب القواع الصحراوية والقنافذ الحبشيّة في السعودية.
ورغم انفتاح المملكة العربية السعودية على السياحة وترحيبها بها، إلا أنها تُدرك جيداً في نفس الوقت حاجتها إلى حماية تنوّعها البيولوجي الذي لا يُقدّر بثمن، لأنها حالياً موطن لعدد كبير من أنواع الحيوانات المُهدّدة بالانقراض، مثل حيوان الأطوم والسلاحف البحرية والنمر العربي والمها العربية والوعل النوبي.
تواجه بيئة المملكة العديد من التحديّات مع استمرارها في تطوير وتنمية صناعاتها، إذ يُهدّد الصيد وزيادة النقل البحري البيئة البحرية، وتتأثر مناطق داخلية عديدة بالتصحُّر وبالأساليب الزراعية، بينما تواجه غاباتها تهديدات الآفات والأمراض واجتياح الكائنات الحيّة لها.
واستجابة لذلك، حدّدت المملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية للبيئة تهدف إلى تحسين إدارتها للبيئة على جميع الأصعدة. ولهذا اتخذت العديد من الإجراءات مثل زيادة عدد المحميّات والمحميّات الطبيعية التي خصّصتها لحماية بيئة المملكة والحياة الفطرية. كما عزّزت إنفاذ القانون عبر قوات خاصة للأمن البيئي، تحمل اسم (SFES)، وهي فرقة العمل المُخصّصة التي تم انشاؤها لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الصيد غير المشروع وقطع الأشجار وتلوث الهواء والماء والتربة وغيرها من الأنشطة التي يُمكن أن تضرّ بالأنظمة البيئية الطبيعية للمناطق الجبلية والبريّة والساحلية.
يتمتّع سائقو الدروب الوعرة حالياً بحرية السفر إلى أي مكان تقريباً في المناطق الريفية، ولكن عليهم في المقابل توخّي الحذر والاحترام والتحلّي بالمسؤولية.