القيادة جميع المستويات
أفضل خيار لمحبي علم الآثار
يُنصح به كرحلة تخييم خلال عطلات نهاية الأسبوع الطويلة
نظراً للاكتشافات الأثرية المذهلة في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، من المُنصف أن نقول إن المملكة العربية السعودية هي كنزٌ تاريخيٌ دفين، تختبئ بين تضاريسه وجباله منحوتات صخرية تروي قصص الملوك القدماء والإمبراطوريات الغامضة. ويعتبر هذا المسار الاستثنائي موطناً لأهم وأكثر الاكتشافات إثارة للفضول والاهتمام في منطقة الرياض.
كُن على علم بتواجد مُجمّع عسكري قرب الوادي في المنطقة، ولذلك لا تعبر أي مناطق مُسيّجة، وتجنّب كذلك التقاط الصور الفوتوغرافية إذا كنت تتنزّه في أي مكان قريب من محيط المُجمّع.
تثير احتمالية إيجاد قطع أثرية تاريخية في هذه المنطقة أثناء التسلّق أو التخييم حماسة المغامرين ورغبتهم في القدوم لاستكشافها. يُعدّ ضلع مأسل مساراً رائعاً لمحبي القيادة الكلاسيكية على الدروب الوعرة، حيث ستجد طريقاً بانحناءات مُتعرّجة على طول الوادي، تُزيّنه على الجانبين قمم الجبال المرتفعة إلى السماء.
إذا كان الهدف من زيارتك هو الاطلاع على آثار المنطقة وكنوزها، فستجدها عند المدخل الشمالي لضلع مأسل. أحاط فريق علماء الآثار والخبراء المنطقة بسياج ولكن البوابات تبقى مفتوحة أمام الزوار في جميع الأوقات، ويُمكنك الصعود لأعلى الجبل البازلتي لترى النقوش السبَئية عن قرب.
تعود النقوش الموجودة على السطح الصخري الشمالي إلى عام 516 بعد الميلاد (أي حوالي 108 قبل التاريخ الهجري)، وتوضّح تفاصيلاً عن القبائل والحصون والممتلكات المختلفة لملوك حِميَر، أقدم الممالك في اليمن الحديث. ويسهُل الوصول إلى النقش الأول، لكن النقش الثاني يقع في منطقة مُتدليّة يصعب الوصول إليها. وبحسب ما ورد، استغرقت عملية نسخ النص الشاقة والمعقّدة للغاية أكثر من ثلاث ساعات، اضطر فيها فيلبي إلى استخدام المنظار. ووجد في الموقع نقشاً ثالثاً يصوّر شخصية ملك حِميَر ونقشاً آخراً بالخط الثمودي في مكان قريب، وهي اللغة السامية القديمة المرتبطة باللغة العربية. وإلى جانب الرسوم المنحوتة للإبل والوعل وأشجار النخيل، يوجد مسار مُتعرّج يبدو وكأنه الخريطة الأولية لضلع مأسل وقد تكون الخريطة الأولى للوادي في الوجود.
على امتداد هذا الطريق، تتوزّع العديد من الأماكن المُظلّلة بين الأشجار المثالية للاستراحة وتناول وجبة الغداء، ويُمكنك استكشاف أطلال القرى المهجورة المبنية من الطوب والآبار القديمة. كلّما اتجهت إلى أسفل الوادي، ستجد بعض الأماكن النائية الرائعة للتخييم ليلاً، لا سيما في الممرات أو الأوردة المُتعرّجة قبالة الوادي والتي تتميز بأسطح رملية ناعمة. وبعيداً عن رعاة الإبل الذين يتجولون ويرعون حيواناتهم في المكان، لا تجد أيّ أثر للحياة العصرية في المنطقة.
تلتقي نهاية هذا المسار برمال بيضاء نقيّة واقعة بين التكوينات الصخرية، ويحث هذا المكان الرائع للتنزّه الزوار على التقاط الصور بعد رحلة ممتعة على الدروب الوعرة.
تمنحك السهول التي تجتاحها الرياح خلف ضلع مأسل إحساساً حقيقياً بالبُعد الشاسع لها، يكتمل بها مناظر الأراضي النائية وقطعان هائلة من الإبل التي تتجول حول مراعي الأعشاب والشجيرات والأشجار.