تعتبر القيادة في جبال ووديان المملكة العربية السعودية أقل صعوبة من القيادة على الرمال بعدما قامت بتصحيح العديد من مساراتها، وبات معظمها صالحاً للقيادة عليها.لذلك قلّت احتمالية التعرّض لمآزق على الطرق ولكن يبقى التحكّم في السرعة على الأسطح الزلقة من الأشياء الرئيسية التي يجب مراعاتها في القيادة، إذ يُمكن للسيارة الانزلاق عن الطريق أو التدحرج على الطرق المُتدرّجة. توخّى الحذر بشأن التدرّجات الحادة والمنحدرات القريبة شديدة الانخفاض وعليك كذلك الانتباه إلى الظهور المفاجئ للحيوانات البريّة والسائقين المتهوّرين.
عند القيادة على طول طبقات الوادي الصخرية، تعامل مع الصخور الكبيرة بعناية حتى لا تفقد هيكل سيارتك السفلي أو عادمها، وفي حالات أخرى قد ينتهي بك المطاف واقفاً على صخرة وإطاراتك تدور في الهواء. وعند القيادة على الأجزاء الوعرة من المسار، حاول إبقاء إطاراتك في أعلى النقاط حتى لا يعلق أي شيء أسفل السيارة.
تذكّر أن الوديان عبارة عن مجاري أنهار فارغة، لذلك رغم جفافها معظم العام، إلا أنها قد تمتلئ بالماء فجأة، وسيجد هطول الأمطار على بعد عدة كيلومترات أسرع طريق للخروج من الجبال في منطقة تجمّعات المياه. وحتى إن كانت السماء صافية وأشعة الشمس ساطعة فوق الوادي الذي تتواجد فيه، قد يمتلئ المكان بالمياه سريعاً، مما يستدعي أن تأخذ أي علامة بسيطة من علامات هطول أمطار في المنطقة على أنها تحذير من المغامرة بدخول الوديان. وإذا علقت في فيضان مفاجئ، توجّه إلى أعلى منطقة يُمكنك الوصول إليها وكن مستعداً للتخلّي عن سيارتك إذا لزم الأمر.
راجع فصل العمل البيئي في قسم الأنشطة للاطلاع على نصائح حول كيفية تقليل الانبعاثات والآثار البيئية التي تنجم عن وجودك على هذه التضاريس الوعرة ذات النظم البيئية الحساسة قبل التوجّه لاستكشافها.
الإطارات
حافظ على ضغط الإطارات الطبيعي أعلى قليلاً من المعتاد عند القيادة على المسارات الوعرة لمنع حدوث أضرار في حوافها الجانبية أو الثقوب الناجمة عن الصخور الحادة. حاول اختيار طرق بين الصخور لتقليل الضرر الذي قد يلحق بإطاراتك مع حفاظك على سرعات ثابتة، فذلك لن يساعد فقط في منع تضرّر إطاراتك غير الضروري، بل سيوفّر لك رحلة مريحة في ذات الوقت.
السرعات
استخدم في قيادة سيارة الدفع الرباعي السرعات العادية، وافحص دائماً ما قد يُواجه سيارتك لتجنّب الصخور الكبيرة أو الحفر التي يُمكن أن تتسبّب في تلف سيارتك. تعرّف على الأرضيات الصالحة للسير عليها وحدّد مسارك وفقاً لذلك.
استعمل المقياس المنخفض للوقود في سيارتك للقيادة في المناطق الصخرية والصعبة والمنحدرات الشديدة. هذا يعني أنك لن تستخدم قابض التعشيق في السيارة باستمرار لتغيير الترس لأعلى أو لأسفل في ناقل السرعات اليدوي، لتتحكّم في تقدّم السيارة السلس على الطريق.
حين تواجه نزولاً حاد الانحدار، يجب أن تدع المُحرّك يقوم بالكبح، وحين تصعد على المنحدر الحاد، استخدم المقياس المنخفض للوقود لأنه سيُعطيك قوة سحب وقوة أكبر للوصول إلى القمة. قمنا بشرح الفرق بين المقياس المنخفض والمقياس العالي وقفل ناقل التروس التفاضلي في فقرة (الأساسيات – السرعات) في بداية هذا الفصل.
عبور الوادي
قبل عبور وادي مملوء بالماء، اختبر عمق وقوة التدفق فيه عن طريق الخوض في المياه بعناية. في حال تمكّنك من عبوره، استخدم سرعة منخفضة بثبات من 5 إلى 10 كم/ ساعة بناءً على عرض الوادي، وإذا كان لديك طريق طويل لتقطعه، فقد ترغب في تشغيل قفل ناقل التروس التفاضلي أو المقياس المنخفض. إذا كنت تقود سيارتك بثبات في المياه، يُمكنك إحداث موجة لتمر بعدها عبر الوادي وتدفع المياه بعيداً عن طريقك إلى الجانب الآخر. ولكن احرص على الحفاظ على دورات أعلى قليلاً من المعتاد لأن هذا يُحافظ على حرارة المُحرّك ويمنعه من التوقّف بسهولة. أما إذا كانت المياه عميقة، ففكّر في خوض هذه المغامرة مرتين، فيما إذا كنت في منطقة مزدحمة، راقب من سبقوك حتى انتهاءهم من العبور لقياس فرصك في النجاح. وإذا كنت من ذوي الخبرة ويُرافقك مجموعة مُتمرّسة وقررت العبور، أوقف عمل حزام المروحة لمنعه من سحب الماء. لدى صانعي السيارات عموماً أقصى عمق يُمكن أن تستوعبه سياراتهم بشكل آمن. إذا كنت في مجموعة، انتظر حتى تعبر المركبة الأولى بأمان قبل تتبّعها.
تحرير السيارة العالقة
إذا توقّفت بسيارتك فوق الصخور، فإن أي محاولة للتحرّك للخلف أو للأمام قد تتسبّب في تلف الجانب السفلي من السيارة، وعادة تُتّبع هنا الأساليب المشابهة لتلك المُتّبعة في الرمال، بما في ذلك استخدام رافعة لرفع السيارة ثم الملء البطئ للفجوات الموجودة أسفل الإطارات بالحجارة حتى ترتفع السيارة فوق العائق أو إزالة العائق إن أمكن أو بناء منحدرات تدريجية لتثبيت الإطارات وقيادتها للأمام.
القيادة في مناطق السبخات
يوجد في المملكة العربية السعودية وجزء كبير من شبه الجزيرة العربية مناطق مُسطّحة تتميّز بطبقة قشرية مالحة من الرمال الناجمة عن تبخّر المياه المالحة المعروفة محلياً باسم السبخة، التي توجد عادة في المناطق الساحلية وفي أماكن أخرى حيث يكون منسوب المياه قريباً من السطح، مثل متنزه قارة الفهدة. وعادةً ما تكون المُسطّحات الملحية الجافة مستقرة في الصيف، ولكنها قد تعرّض المركبات التي تسير عليها لخطر شديد في الشهور الرطبة من الشتاء. لذلك لا يُنصح بقيادتك لمركبتك عبر السبخات إلا إذا كنت شديد الاضطرار لذلك. وفي تلك الحالة، ابق سيارتك على المسارات الموجودة ولا تتوقّف أبداً في مناطق السبخات. استمر فقط في القيادة حتى تصل إلى أرض أكثر صلابة لأنه في حال توقّفك ثم محاولة إعادة تشغيل سيارتك، يُمكن للطبقة السطحية الرقيقة أن تصل بإطاراتك إلى الماء الموجود بالأسفل.
تذكّر أن مستوى المياه في المناطق الساحلية يتأثر كذلك بالمد والجزر، ولذلك فإن المنطقة التي قد تكون عبرتها بسهولة نسبياً قبل ساعة واحدة يُمكن أن تُصبح غير مستقرّة فجأة في رحلة العودة. وفي حين أن السبخات ليست مثل الرمال المتحركة من حيث قدرتها على تحمّل الوزن البشري، إلا أنها غادرة على المركبات. وحتى إن كنت قد أحضرت جميع المعدات الاحترازية ومعك أصدقاءك كذلك، يُعد الوقوع في السبخة خبراً سيئاً ويعني أن يومك سيتحوّل بالتأكيد إلى الأسوأ.
