تتنوّع الحياة البحرية في مياه المملكة العربية السعودية بكثرة نتيجة للمياه الدافئة الضحلة في الخليج العربي التي توفّر الغذاء لأنواع قوية من المرجان المُتكيّفة مع الملوحة الشديدة والتغيّرات المفاجئة في درجات الحرارة. ترعى أبقار البحر أو حيوانات الأطوم على أعشاب البحر حول الجزر، وتأتي السلاحف البحرية إلى الشاطئ لوضع بيضها.
تعدّ مياه البحر الأحمر الأعمق والأكثر برودة موطناً لمجموعة متنوّعة من الحيوانات البحرية بدءاً من الحيتان والدلافين إلى أسماك القرش المطرقة والأفاعي البحرية، ومجموعة بديعة من الأسماك التي لا يوجد مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم. كما تتحوّل الصحراء في العديد من الأماكن إلى شاطئ مليء بالأصداف وتلال السلطعون.
لا توجد طريقة أفضل لاكتشاف الحياة البحرية الغنية في المملكة العربية السعودية من رؤيتها بنفسك. ففي المملكة مجموعة واسعة من مواقع الغوص والغطس على امتداد سواحلها وهناك الكثير من حطام السفن التي تستطيع استكشافها. اصطدمت هذه السفن بالشعاب المرجانية المخفيّة تحت سطح الماء والتي يشتهر بها البحر الأحمر. ويتوفّر العديد من مواقع الغوص والغطس في جزيرة تيران بالشمال بينما تضم جزر فَرَسان الكثير من موائل الطيور والحيوانات البريّة بالإضافة إلى العجائب تحت الماء. وهناك تنوّع كبير في الأسماك الكبيرة وأسماك القرش حول جبل الليث والجزر الأخرى والشواطئ الرملية الجميلة في جدة وينبع وأملج. كما تعتبر من أكثر البيئات البحرية نقاءً في العالم وتمتاز بحدائقها المرجانية التي تضم أكثر من 360 نوعاً من المرجان الممتد على طول ساحل البحر الأحمر بأكمله تقريباً، بما في ذلك بعض الأنواع غير المتواجدة في أي مكان آخر.
في المملكة العربية السعودية عدد من المناطق البحرية المحميّة حيث يحظُر صيد الأسماك وجمع الشعاب المرجانية أو الصدف، ويزداد عدد هذه المناطق المحظورة سنوياً تماشياً مع الوعي البيئي المتزايد في المملكة.
(راجع قسم الأنشطة لمزيد من المعلومات حول الغوص في المملكة العربية السعودية).
سمكة المهرج
Amphiprion bicinctus
سمكة المهرج شائعة في الشعاب المرجانية و تعيش بين شقائق النعمان البحرية. وفي حين أن لسعة شقائق النعمان تقتل الأسماك الأخرى، إلا أن سمكة المهرج مُحصّنة ضد سمّ شقائق النعمان التي تعيش بينها، وفي مقابل هذا التحصين، تُطعم سمكة المهرج مضيفها ببقايا طعامها. ويمكن العثور على عدة أنواع من هذه الأسماك الجميلة على السواحل الشرقية والغربية، وبشكل أكبر في مياه البحر الأحمر.
الدلفين
Tursiops truncatus
تم تسجيل تواجد الدلفين قاروري الأنف في مياه المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الدلفين العادي والدلفين الدوّار والدلفين الأحدب. والحيتان نادرة. لكن يُمكن مشاهدة أربعة أنواع من الحيتان ذوات الأسنان، بما في ذلك حوت العنبر الضخم.
سمكة التنين الحمراء
Pterois volitans
تتميّز سمكة التنين بجسم مكسو بما يشبه الريش وألوان رائعة وحركة هادئة مما يجعلها متعة للنظر. ولكن لسعة هذه السمكة السامة تُسبّب ألماً شديداً وتعرُّقاً وضيقاً في التنفّس وحتى الشلل. وتصطاد هذة السمكة فرائسها ليلاً ولكن يُمكن رؤيتها أيضاً في الأيام الغائمة وفي أعماق أكبر على طول جدار الشعاب المرجانية. كما تتراجع سمكة التنين في النهار إلى حواف الجدران والشقوق بين الصخور والشعاب المرجانية.
السمكة الصخرية
Synanceia verrucosa
تُعتبر السمكة الصخرية أخطر الأسماك في المنطقة وتتفوق درجة سُمّها على سُم العقرب. تندمج هذه السمكة، القادرة على التمويه بشكل جيد، مع الصخور والشعاب المرجانية في المياه الضحلة حيث تنصب كمينها. ويتكوّن سُم السمكة الصخرية من سموم عصبية قوية تفرزها غددها المتواجدة في قاعدة أشواك زعنفها الظهري الشبيهة بالإبرة والتي تنتصب عندما تشعر السمكة بالانزعاج أو التهديد. تنتشر هذه السمكة في المنطقة ولذلك يُفضّل دائماً ارتداء أحذية واقية في البحر الأحمر.
المرجان
يُمكن العثور على أكثر من 400 نوع من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وكثير منها مستوطن في المنطقة. وتشمل أنواع هذه اللافقاريات البحرية التي قد تراها عدد من بناة الشعاب المرجانية المهمة التي تتواجد في المحيطات الاستوائية وتفرز كربونات من الكالسيوم لتشكيل هيكل عظمي صلب. وتفرز معظم الشعاب المرجانية مواداً يُمكن أن تكون مزعجة أو سامّة، لذلك تجنّب لمسها واستمتع بمشاهدة أشكالها وألوانها على بُعد ذراعك.
خرم
Fistularia commersonii
هذه السمكة ذات المظهر الضعيف مفترسة قوية ويُمكنها بسهولة ابتلاع أسماك أبو مليسيات وأسماك الجوبي التي تبحث عنها على طول جدار الشعاب المرجانية. ويُمكن لسمكة الزرّاقة أن تغيّر لونها لتتلائم مع بيئتها، مما يجعلها غير مرئية تقريباً إذا لم تتحرك. تتميّز هذه السمكة بسرعة الحركة، ولكنها لا تُشكّل أي خطر.
بقرة البحر أو الأطوم
Dugong dugon
تُعد أبقار البحر والسلاحف البحرية والسلاحف الخضراء من أهم الحيوانات البحرية في المملكة العربية السعودية من الناحية البيئية، وهي مُهدّدة بالانقراض. ويُقال إن الخليج العربي والبحر الأحمر موطن لأكثر من 5,000 من أبقار البحر، وهي أكبر تجمّع لهذا النوع خارج أستراليا. ولكن من المُستبعد أن يرى المرء واحدة من هذه الثدييات الغامضة لأنها مُدرجة على قائمة الحيوانات المُهدّدة بالانقراض.
تتغذّى أبقار البحر على الأعشاب البحرية ولهذا تقتصر على الموائل الضحلة قبالة الشاطئ حيث تنمو هذه الأعشاب. ويُمكن أن تعيش بقرة البحر حتى 70 عاماً وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي بين 8 و18 عاماً. كما أصبحت من الأنواع المُهدّدة بالانقراض نتيجة لمُعدّل تكاثرها البطيء وفقدان الموائل والنفايات والأنشطة البشرية الخطرة مثل شباك الصيد والشحن والتلوّث وتدهور الموائل والغذاء. وفي الماضي، كان يتم اصطيادها من أجل لحمها وزيتها، ويُمكن العثور على أدلة على ذلك في العديد من مستوطنات العصر الحجري بجزر الخليج العربي.
بفضل هذه الثدييات النادرة ظهرت أسطورة حورية البحر أو عروس البحر.
السلحفاة الخضراء
Chelonia mydas
اتجهت عشرات السلاحف الخضراء قبل بضعة عقود، إلى العديد من الشواطئ لتضع بيضها، ولكن الموانئ والفنادق والمباني الشاهقة تغطي أراضي تعشيشها اليوم، وتقتصر مواقع تكاثرها على بعض الجزر. ويكون موسم التكاثر في أوائل الصيف (من مايو إلى أغسطس). ورغم تسجيل خمسة أنواع من السلاحف البحرية في المنطقة، إلا أن السلحفاة الخضراء والسلاحف البحرية وحدها هي التي تتكاثر هنا، وكلاهما من الأنواع المحمية.
الشاقات
توجد أنواع كثيرة من أسماك الأنقليس في البحر الأحمر والخليج العربي، وتضم عائلة الشيّقات أنواعاً عديدة مثل الأسماك المفترسة الليلية، ونادراً ما تُشاهد بكامل طولها خلال النهار نظراً لاختباء جزء منها في الشقوق الصخرية والحفر. قد تطل السمكة برأسها من الحفرة في بعض الأحيان ويُظهر فمها المفتوح أسنانها الصغيرة والحادة. ورغم أنها ليست سامة، إلا أنها تُحافظ على منطقتها ويُمكن أن تكون عدوانية. لذلك تقتضي الحكمة أن تُحافظ على مسافة فاصلة عنها.
الراي
تتميّز الراي بكونها سمكة غضروفية مثل أسماك القرش وهذا يعني أن هيكلها العظمي يتكوّن من مادة صلبة ومرنة بدلاً من العظام. وهناك الكثير من أنواع أسماك الراي في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الراي مانتا والراي النسر والراي الثور، والراي الرخام والراي المُرقّط الأزرق والراي اللسّاع. وتُفضّل هذه الأسماك القاع الرملي حيث ترقد في كمين مُغطّى جزئياً بالرمال وهي تأكل الديدان والسلطعونات والرخويات والمحار والروبيان واللافقاريات الأخرى.
الحريد
Scarus ferrugineus
يُمكن رؤية سمكة الحريد المُلوّنة بألوان قوس قزح وهي تُحطِّم الطحالب أو تُكسِّر الشعاب المرجانية بأسنانها الشبيهة بالمنقار. تسحق السمكة المرجان وتُحوّله إلى رمال وتُخرجه على شكل تيار من الغبار، ويُمكن أن يصل طول السمكة الواحدة إلى 60 سم، ويتغيّر لونها مع تقدّم العمر.
تميل أسماك الحريد إلى التجمّع في المناطق الضحلة على طول الساحل في الربيع، وهذه الوفرة جعلت السُكّان المحليين يصيدون أعداداً كبيرة منها. وكانت هذه طريقة لدعم النظام الغذائي في الماضي ويستمر هذا التقليد اليوم من خلال مهرجان سنوي لصيد أسماك الحريد بجزيرة فَرَسان، ومن غير المُرجّح أن تؤدي هذه الممارسات إلى انخفاض أعداد هذا النوع من الأسماك.
قنفذ البحر
Echinoidea
يلتصق قنفذ البحر بالصخور والحجارة الكبيرة المتواجدة قبالة الشواطئ على الساحلين الشرقي والغربي للمملكة العربية السعودية. ولهذا القنفذ أشواك طويلة سامّة مشابهة للإبرة وناتئة من جسم دائري. ورغم أنه لا يُعتقد بأن لسعته تُشكّل تهديداً للحياة، يجب علاجها سريعاً قبل بدء العدوى أو انتشار الألم. ومن أكثر الأنواع شيوعاً في المملكة قنفذ البحر الأسود وقنفذ البحر المُجوَّف. ويخرج قنفذ البحر الحيوان الليلي من مخبئه للبحث عن الطعام ليلاً. وغالباً ما يكون وجود عدد كبير من قنافذ البحر في منطقة ما مؤشراً على ضعف النظام البيئي.
القرش
هناك العديد من أنواع أسماك القرش التي تعيش في مياه الخليج العربي، بما في ذلك قرش الشعاب المرجانية، والقرش المُمرِّضة التي تتغذّى في القاع، وقرش الفهد، وقرش الشعاب المرجانية ذات العرف الأسود وذات العرف الأبيض. ويوجد عدد من الأنواع كبيرة الحجم التي تعيش في البحر الأحمر مثل القرش الثور، وقرش المطرقة، وقرش النمر. يقترب من الشاطئ عدد قليل للغاية جداً من أسماك القرش التي يُمكن أن تكون خطرة على السبّاحين. ويعتبر الغواصون أنفسهم محظوظين عندما يجدون أسماك القرش، لأنها تصطاد عادة في أقصى نطاق العمق للغوص الترفيهي. وهناك احتمال ضئيل للتعرّض لهجوم من سمكة قرش أو للسعة من أسماك الصيد الكبيرة الأخرى. التزامك بعدم إطعام الأنواع البريّة والاكتفاء بمشاهدتها من مسافة بعيدة يجعل احتمال تعرّضك لأي هجوم شبه معدوم.
السمكة الينفوخية المُرقّطة البيضاء
Arothron hispidus
يُمكن أن تنمو السمكة الينفوخية المُرقّطة البيضاء حتى يصل طولها إلى 50 سم. تمتاز السمكة بلونها الرمادي الفاتح، وتُغطّيها نقاط بيضاء منتظمة وتتّحد خطوطها المُشعّة بشكل مركزي حول عينيها وزعانفها الصدرية. كما تقتات السمكة على نظام غذائي متنوّع يشمل الطحالب والرخويات ونجوم البحر والإسفنج والغلاليات والشعاب المرجانية وشقائق النعمان والسلطعونات والديدان الأنبوبية والحُتات. ولتفادي الحيوانات المفترسة، تفرز السمكة الينفوخية المُرقّطة البيضاء سُمّاً على جلدها، وتملأ معدتها بالماء لكي تُخيف أعدائها بشكل أكبر وتُعلمهم بأنه يصعُب ابتلاعها. تتواجد السمكة في الشعاب المرجانية بكثرة وتميل لاختيار مكان مُفضّل والبقاء فيه.
الأفعى البحرية الصفراء البطن
Pelamis platurus
يوجد في الخليج تسعة أنواع من الأفاعي البحرية، وأكثرها تواجداً على الشاطئ الأفعى البحرية صفراء البطن. ولجميع الأفاعي البحرية سموم مميتة تزيد بعشرين مرة عن سمّ الكوبرا، ولكن لا تتسع أفواهها بما يكفي للدغ الإنسان. الأفاعي البحرية ليست عدوانية وإذا تركتها وشأنها فلن تهاجمك. انتبه إلى أن الأفعى البحرية التي تجرفها الأمواج إلى الشاطئ قد لا تكون ميّتة.
