تم تعداد أكثر من 800 نوع من الأزهار البريّة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، ولا يُرى معظمها إلا في فصل الربيع (بشكل أساسي من يناير إلى مارس) أو بعد هطول الأمطار الغزيرة في الخريف والشتاء. فبعد الشهور الرطبة، تتفجّر رمال الصحراء والجبال الصخرية والسهول الحصوية بشجيرات مُورقة ومساحات خضراء وتتفتّح الأزهار وتنمو الفواكه. ويُمكن أن يستمر هطول الأمطار بجبال عسير في تغذية النباتات المُعمّرة بالمناطق المحيطة لفترة طويلة بعد سقوط المطر.
الأزهار التي تتحمل الظروف القاسية في المملكة العربية السعودية جميلة ولكنها صغيرة. مع ذلك فإن مشاهدة وادٍ خصب يتفتّح في الربيع هو أمر في غاية الروعة لأسباب كثيرة منها عدم توقّع هذا المشهد البديع الذي تتناثر فيه البراعم الخضراء والأزهار المُلوّنة بين الصخور الحادة.
استخدم البدو معظم الأزهار البريّة لخصائصها الطبية في الماضي، فمثلاً ، تم استخدام نبات النكد الطنجي (Reichardia tingitana) الربيعي الصغير في علاج آلام البطن (المغص) والتهابات العين، بينما تم استخدام الشاي المصنوع من أوراق الهندباء المحلية (Sonchus olereacus) كمُدرّ للبول ومُليّن ومُنشّط عام.
البابونج جنس من النباتات المزهرة العطريّة في الفصيلة النجمية. وهو يزهر بغزارة في المرتفعات العالية من جبال عسير بشكل خاص.
بعد هطول أمطار غزيرة في الربيع، تتحوّل السهول الرملية إلى مروج مُغطاّة بجميع أنواع النباتات الحولية، وتعتبر زهرة الربيع العربية شائعة للغاية. وينتمي هذا النبات إلى عائلة لسان الثور، وله قاعدة خشبية وسوق صلبة تُغطّيها شعيرات خشنة وأزهار صفراء زاهية. وله أيضاً خصائص مفيدة. ويُسمّى هذا النبات أيضاً بالحمراء لأنه رغم اصفرار أزهاره، تحتوي جذوره وأغصانه على صبغة قرمزية كانت نساء البدو تستخدمها سابقاً في التزيُّن بإضافة حُمرة إلى الخديّن.
ينمو هذا الزنبق الشائع في السهول الحصوية الرملية، ويختلف شكله تبعاً لمقدار هطول الأمطار، فقد يظهر على شكل نبات صغير أحادي الساق أو شجيرة صغيرة مُتفرّعة. وتبدو أوراق البروق مشابهة للغاية لأوراق الثوم المُعمّر لأنه ينتمي إلى عائلة البصل، ولكن أزهاره صغيرة وبيضاء ومُخطّطة بلون أحمر داكن. وتُحفظ البذور في كبسولات صغيرة، وتهتز مع الريح إلى أن تصبح جاهزة لنثرها بفعل عاصفة قوية. يُعرف هذا البنات كذلك باسم برواق أو كوفير.
تُزهر هذه النبتة الحولية بعد هطول أمطار غزيرة، حاملة معها أزهاراً ورديّة وأرجوانية. ويُمكنك مشاهدتها في روضة خريم.
تنمو النسخة الزرقاء من كزبرة الثعلب القرمزية في الوديان الرطبة وبين النتوءات الصخرية. اسمها مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني ممتع، في إشارة إلى ألوانها المدهشة، ويُطلق عليها أيضاً اسم عين الجمل أو عين القط. واستخدم السكان المحليون مسحوق النبات في علاج لدغات الأفاعي ونوبات الصرع.
يُمكن العثور على هذه الزهرة الجميلة على شكل نبات منفرد في المناطق الرملية بالمنطقة الوسطى. واسمها اللاتيني مُشتقّ من اليونانية ويعني القوي، ما يشير إلى قوة النبات الذي يُمكنه تحمُّل الظروف الجوية القاسية. وغالباً ما تعيش أنواع الطيطان في مناطق رملية وجافة جداً.
تفتح السيلينة الزغبية أزهارها البيضاء الكبيرة الجميلة عند الغسق لتُلقّحها فراشات العث الطائرة ليلاً. وفي السنوات التي يكون فيها المطر شحيحاً، تظهر شتلات صغيرة بها زهرتان أو ثلاث. أما في السنوات التي يكون فيها المطر غزيراً، فيتحوّل النبات إلى باقة كبيرة مستديرة من الأزهار البيضاء يصل ارتفاعها إلى 20 سم.
يوجد هذا النبات في السهول المالحة والكثبان الرملية. كما أنه نبات طُفيليّ يمُدّ جذراً رفيعاً من أسفل ساقه الثخينة إلى جذور الشجيرات القريبة للحصول على العناصر الغذائية.
يُعدّ العنصيل من أروع الأزهار في الصحراء العربية. وتتفتّح أزهاره بشكل كثيف في السنوات التي تشهد أمطاراً غزيرة، وتُغطّي مساحات واسعة من السهول الرملية في جبل طويق. وتجذب حقول العنصيل الكثير من الأشخاص الراغبين في رؤية الصحراء وهي مزدانة بالأزهار. وتتفتّح الأزهار في منتصف النهار فقط. وقد لا ترى سوى سيقاناً شبيهة بالأعشاب إذا وصلت مُبكّراً. ومع ذلك يستحق الأمر الانتظار بكل تأكيد.
الغريراء واحدة من النباتات الحولية القليلة التي تُغطّي رمال الصحراء بعد هطول الأمطار وصولاً إلى الربع الخالي. تمتاز أزهار هذه الشجيرة بلونها الأبيض بشكل عام ولكن مقابل كل 100 شجيرة بيضاء تنمو شجيرة وردية!
عندما تكتسي شجيرة القصباء بالأزهار، قد يخلط البعض بينها وبين الخزامى، لأنها تحتوي على مجموعة من الأزهار البنفسجية الصغيرة المرتبة على ساق طويلة. تنمو الشجيرة في الوديان والسهول الحصوية.
ينمو هذا النبات الخشبي الصغير، بزهرته المركزية الصفراء المشابهة للأقحوان، في تلال الحجر الجيري، ويصل ارتفاعه إلى 5 سم فقط. وعندما يموت في نهاية الموسم، تُحفظ البذور في برعم ضيّق يتفتّح عند غمره بالماء. وفي حالة هطول أمطار غزيرة، يتفتّح البرعم، ويقذف البذور في الهواء لمسافة كبيرة لكي يضمن نمو النباتات الجديدة في دائرة بمحيط النبات القديم.
تنمو الخويصة على الجدران الصخرية أو في الوديان على مدار العام، وقد يصل طول سعفاتها إلى 30 سم. تستفيد هذه النبتة من الرطوبة التي تتسرّب ببطء ولكن باستمرار عبر طبقات الصخور.
بعد هطول أمطار الربيع، يبحث السُكان المحليون في المنحدرات الجبلية الصخرية عن الحميض المُفضّل لديهم لاستخدامه في إعداد السلطة. رغم أن أزهاره تكاد تكون غير ظاهرة، إلا أن الأجنحة الحمراء الكبيرة التي تُغطّي البذور تجعلها بارزة على خلفية الصخور الداكنة. ويصل طول النبات إلى 20 سم، وأوراقه الصالحة للأكل مليئة بفيتامين سي، ويُمكن مضغها نيئة لري الظمأ أو استخدامها كمنعش طبيعي للفم.
عندما تتفتّح أزهار الخفج اللاذع بين أشهر يناير ومارس، فإنها تُغطّي حقولاً كاملة بأزهار أرجوانية. ويُؤكل الخفج اللاذع كخضروات ورقيّة، ويُمكن رؤيته في السهول الحصوية في الدرع العربي.
من بين أنواع الحسك المختلفة في المنطقة، يتميّز النوع المعروف باسم الزهرة بكبر حجم أزهاره، وهو ينمو في مناطق الرمال الرخوة وفي الكثبان الصحراوية العالية حيث يصل ارتفاعه إلى 80 سم، نصفها تقريباً طول ساقه. وللحسك زهرة صفراء زاهية وأوراق كثيفة تقتات عليها ذوات الحوافر المُتجوّلة مثل الظباء والمها، وكذلك الحيوانات المُستأنسة.